وكالة أنباء الحوزة - انتقد إمام جمعة أردبيل، حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن عاملي، حكومة أذربيجان بشدة بسبب الإشادة التي قدمتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

واستهل سماحته حديثه بالاستشهاد بالحديث النبوي: "الدين النصيحة"، مؤكداً أنّ على المسلمين أنْ يخلصوا النصيحة لبعضهم البعض. وقال إنه ينصح حكومة أذربيجان من منطلق هذا المبدأ، مشيراً إلى أن "جمال الحكم يكمن في الدبلوماسية العامة والحفاظ على الرأي العام".

وأضاف: "خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً (1)، تعرض أذريونا تحت نيران [قرار] ترامب، وفقدنا أعزاءنا تحت القصف. إن واشنطن هي قاتلة الأذريين".

وتابع قائلاً: "مؤخراً، قدمت حكومة أذربيجان مدحاً بليغاً ومذهلاً لترامب، ووصفته بأنه 'ساعي سلام حقيقي'، و'مستحق لجائزة نوبل للسلام'، و'صاحب معجزة'، و'شجاع'، و'ذو شرف ووقار'، و'من عائلة مرموقة'. لم يكن أحد يتوقع أن تقوم حكومة أذربيجان بمدح قاتل الأذريين بهذه الطريقة، مما أثار موجة كراهية واسعة اجتاحت المناطق الأذرية في إيران تجاه حكومة باكو".

وأكد إمام جمعة أردبيل أن "هذه التصريحات أشعلت مشاعر الغضب والاستياء في المحافظات الأذرية الرئيسية، حيث عمت موجة من السخط مدن تبريز وأورمية وزنجان وأردبيل، وتجسدت بوضوح في مشاعر السكان".

ولفت إلى أن "هذا المدح خاطئ من الأساس وغير واقعي، لأن يد ترامب ملطخة بدماء أكثر من 62 ألف فلسطيني مسلم مظلوم - وجمّ غفير منهم نساء وأطفال - وقد انتفض العالَم بأسره ضده بسبب ذلك". وأردف: "لقد صرح ترامب بوضوح أنه 'سيحوّل غزة إلى جحيم'، وفعل ذلك. لا يمكن لصاحب الجحيم أن يكون ساعياً للسلام. كما أن هجومه على إيران يظهر بوضوح أنه لا يملك أي نصيب من السلميّة".

وذكر سماحته أن "حكومة أذربيجان قدمت نفسها مراراً على أنها من نفس عِرق الأذريين في إيران، وادعت أنها تريد خيرهم"، مؤكداً أن "مدح قاتلهم هو إهانة لهم".

وأضاف: "على حكومة أذربيجان أن تدرك أنه في يوم المحنة، سيكون الأذريون الإيرانيون هم الذين يستجيبون لنداء أذربيجان، وليس حكومة الولايات المتحدة. وصفقة أمريكا مع حكومة أوكرانيا خير دليل على ذلك".

واستذكر قائلاً: "يجب أن تتذكر حكومة أذربيجان جيداً، كما قال حكمت حاجييف (مساعد رئيس جمهورية أذربيجان)، أن إيران أنقذت 400 ألف شخص من الموت المحقق والمجاعة في حرب قره باغ من خلال تدخلها. ويجب أن تتذكر أيضاً أن مفتي أذربيجان الأكبر، بعد تحرير قره باغ، صرح خلال زيارته للمنطقة بأن 'سبب تحرير قره باغ كان فتوى المرشد الأعلى [الإيراني]'".

وطالب سماحته في ختام كلمته حكومة أذربيجان بـ"استخدام الحكمة، ومداواة جراح قلوب الأذريين الإيرانيين التي سببتها هذه التصريحات، وعدم بيعهم بأثمان بخسة لأمريكا".

انتهى.

(1) الحرب الإيرانية الإسرائيلية أو حرب إيران وإسرائيل أو حرب الاثني عشر يومًا، هي صراع مسلح بدأ في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو 2025، حين شنت إسرائيل هجوماً مفاجئاً بغارات جوية مكثفة على أهداف إيرانية بهدف وقف ما وصفته إسرائيل "التقدم السريع لطهران في تطوير الأسلحة النووية".

لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.

المحرر: أ. د

المصدر: وكالة أنباء الحوزة